بسم الله الرحمن الر حيم
الحمدلله وحده ، والصلاة و السلام على من لا نبى بعده ، نبينا محمد وعلى آله
وصحبة وسلم .... أما بعد :
* القبر : بيت الوحدة .. ودار الوحشة .. وموطن الظلمة ، صاحبه في سهود ..
وساكنه في خمود .. أنيسه الصديد و الدود .. دار الأموات .. ومنزل الحسرات و الكربات .
* القبر :قال عنه النبي (( صلى اللهـ عليه وسلم )) : { إن القبر أول منازل الآخرة فإن
نجا منه فما بعده أيسر منه ! وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه }
( رواه الترمذي )
وقال صلى الله عليه وسلم : (( ما رأيت منظراً قط إلا و القبر أفظع منه )).
• القبر :منزل قد ترتحل إليه بعد لحظات ، أو سويعات ، أو سنوات
ولا يشك مسلم أن ذلك لا محالة آت .
• القبر : إنه المنظر الذي به يرق القلب ، وتدمع العين ، ويزهد في الدنيا ، ويرغب في الآخرة ،
يذكر هادم اللذات ، ومفرق الجماعات ، ويورث العظة و الاعتبار و اليقطة من الغفلة ..
* القبر : يعظ الأحياء بصمت ليذكرهم بالمآل الذي لابد منه ،
فيدفعهم ذلك إلى زيادة الاستعداد ليوم المعاد . قال رسول
صلى الله عليه وسلم قال :
(( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروها فإنها تذكر الآخرة ))
( رواه الترمذي ) .
وهناك .. اسأل القبر : أين المال و المتاع ؟
أين الصحـــة و القوة ؟ أين المرض و الضعف ؟ أين القدرة و الجبروت ؟
أين الخنوع و الذلة ؟ إنه يضم أجساداً كانت ناعمة منعمة ، تفوح منها
العطور ، فماذا فعل بها ؟!
* في القبــر يتحول الوجـــه الفاتن ، و اليـــد الظالمة ، واللسان الكذوب ،
و العين الخائنة ، و القلب القاسي ، إلى جماجم و أعظم نخرة ،
ولا يبقى إلا العمل الذي قدمه صاحب القبر .
• فتنة القبر جعلت النبي صلى الله عليه و سلم
لا يترك صلاة إلا ويستعيذ من عذاب القبر فيقول :
(( إذا فرع أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع :
من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا و الممات ، ومن
فتنة المسيح الدجال )) ( رواة ابن ماجه ) .
ويقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه :
(( استعيذوا بالله من عذاب القبر ، فإن عذاب القبر حق ))
( رواه أحمد )
وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها ، وإن الله
عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم )) ( رواه مسلم )
* أخي : القبر ذلك الواعظ الصامت ! ماذا أعددت له ؟! هل أعددت له عملاً صالحاً
ينجيك من عذابه ووحشته ، أم لا زلت لا هياً غافلاً عن مصيرك ؟! فاستعد أخي لذلك اليوم ،
وأنت قادر على عمل الصالحات ، واغتنم تلك الحياة فهي فرصة للنجاة ، قبل أن تندم
عليها عند موتك ، يوم لا ينفع الندم ........
منقول