االسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة تائب بعد ما أدمن على المعاصي
كان مدمناً للخمر يَسْكُرُ فيضرب زوجته وبناته .. سَكَنَ بجانبهم شابٌ صالح فذهب لمناصحته .. خرج إليه يترنَّح وصاح به ماذا تريد ..؟ قال له جئتك زائرا فسبَّه وبصَق في وجه وقال هذا وقت زيارة , مسح صاحبنا البصاق وقال عفواً آتيك في وقت آخر .
مضى الشاب وهو يدعو ويجتهد ثم جاءه مرة ثانية فكانت النتيجة كسابقتها ، حتى جاء مرةً فخرج الرجل مخموراً وقال ألم أطردك ؟ لماذا تُصرُّ على المجيء ؟
فقال أحبك وأريد الجلوس معك .. فخجِل وقال : أنا سكران .. قال : لا بأس أجلس معك وأنت سكران .. دخل الشاب وتكلم عن عظمة الله والجنة والنار وبشَّره أن الله يحب التوابين .
فكان الرجل يدافع عبراته وهو يستمع ثم ودَّعه الشاب ومضى ثم جاءه مرةً أخرى فوجده سكراناً فحدَّثه أيضاً عن الجنة والشوق إليها وأهدى إليه زجاجة عطر فاخر ومضى ..
انتظره أن يأتي للمسجد فلم يره فعاد إليه فوجده في سُكْرٍ شديد فحدثه فأخذ الرجل يبكى ويقول : لن يغفر الله لي .. أنا سِكِّير لن يقبلني الله .. وجعل ينتحب فانتهز الشاب الفرصة وقال : أن ذاهب للعمرة مع بعض الأخوان فرافِقنا .. فقال وأنا مدمن قال لا عليك هم يحبونك مثلي .
انطلقت السيارة بالسِكِّير والشاب واثنين من الصالحين ، تحدثوا عن التوبة والرجل لا يحفظ الفاتحة فعلَّموه ، اقتربوا من مكة ليلاً فإذا الرجل تفوح منه رائحة الخمر فتوقفوا ليناموا ونزلوا وأعدُّوا فراشه فاستيقظ فجأة فإذا هم يصلون ..
أخذ يتساءل يصلون ويبكون وأنا نائم سكران .. أذن الفجر فأيقظوه و صلوا ثم احضروا الإفطار وكانوا يخدمونه كأنه أميرهم ثم انطلقوا ودخلوا الحرم فبدأ ينتفض ، اقبل إلى الكعبة ووقف يبكي خافوا عليه من شدة بكائه .. مضت خمسة أيام وهو في صلاة ودعاء وبكاء .
وفي طريق عودتهم فتح حقيبته وسكب الخمر وهو يبكي .. وصَلَ بيته فبكت زوجته وبناته لما أخبرهم بأنه قد تاب .. رجلٌ في الأربعين ولد من جديد ! ثم أصبح مؤذناً ومع القراءة بين الأذان والإقامة عند أحد المدرسين حفِظ القرآن .
من فوائد القصة :
1- أن لا نيأس من هداية الآخرين مهما بلغوا من العصيان .
2 - الدعاء للمدعو قبل دعوته .
3- الرفق والتواضع من أهم وسائل نجاح الدعوة .
4- الهدية وأثرها البالغ في كسب قلوب الآخرين .
5-أهمية السفر والخروج بمن تريد دعوته .
المصدر كتاب هل طرقت الباب ( بتصرف ) .